حفل تخرج الروضة
يتخرّجُ صغارُنا اليومَ من مرحلة الروضة.
وتخرج الروضة له وقع خاص في حياة أبنائنا فقد أنهَوا مرحلة أساسية في رحلة تعلمّهم الطويلة.
وهو مناسبة هامة تمنحنا الفرصة لنشكرَ معلماتِنا على التربية الراقية التي مارسوها مع صغارِنا.
وهو اليوم الذي تختلط فيه مشاعر الحب بالزهو في روح أهالينا.
سبع وخمسون وجهاً صغيراً مشرقاً بابتسامة وبريقٍ في العيون سيلمع حولنا ليرسم لنا أيةَ مدرسة نحن؟ وأيَ جوٍ من الألفة والمحبة والثقة تلك التي أحطناهم بها!!
في البشائر يتعلم الصغار أشكال الحروف.. الأرقام والألوان والأشكال... ولكنهم يتعلمون حرية الخيال وفسحة القرار الآمن أكثر..
في البشائر يتعرّف الصغار أنهم مهمّون وأنهم أغلى على قلوبنا من ذاتنا.. بل سيعلنون لنا وللعالمِ من حولِنا أننا "المدرسة الصديقة للطفل" وما المقتتطفات التي انتقيناها من حياة أبنائكم بيننا والتي سنستعرضها معكم لاحقاً في حفلنا إلا مثالٌ عليها ...
لذا أجدني الآن- كما في نهاية كل عام وبمثل هذا الوقت حين يسألُني الجميع: هل نخلي الغرف من موجوداتها ونركُنها في المخزن الخاص بها؟ - أقف صامتة للحظات فيلمس الكلُ فيّ ترددي !!
ليس لأنني لا أملك الإجابة ولكن الأحساس المعهود الذي أمارسه سنة بعد سنة بفراغ المكان في الصيف يحزنني..
لا رسم على الجدران لعائلة ملونة ببساطة يوحد بين أشكال أفرادها خطوطٌ متشابهة تتمركز في منتصف الورقة وقد أضيفت إليها ومن حولها شمس ساطعة وفراشة تضحك ووردة بطول الأب تتوجها سماء صافية تضج بألوان قوس قزح ..
لا موسيقى ولا Nursery Rhyme ..
لا أصواتُ حروفٍ ولا أعداد..
لا رقص ولا ضحك... بل صمت مرتب وهدوء !!
فتكبُر من حولي الوحدة !!
أعرف أنني سافتقد كل طفل من أطفالكم وأنني سأشتاق لكل معلمة مربية اعتنت بهم وعلّمتهم ووجهتهم وحمت نضجهم.
ولكني أعرف أيضاً أن عزائي الوحيد هو يقيني بأنه صيف واحد سيمر كما مر غيرُه وأنني سأعود في أيلولَ القادم لأعانق أطفالنا ولأكتشف أنه طالت قاماتُهم .. فأفرح وأقول:
" كبر أبنائي ... صاروا في الصف الأول !!! "