حفل تخرج طلاب الصف التاسع
جلست لأكتب كلمتي لحفل تخرجنا هذا فوجدتني استعيد في ذاكرتي أن كل ما يمر في خاطري الآن سبق وقلته في حفل تخرج مجموعتنا هذه من الصف الرابع. فقررت أن أعيد إلقاء كلمتي حرفياً لأؤكد على محتواها ولأنني ما زلت أحمل في روحي الشعور ذاته.. الإحساس نفسه.. الحب الموجع لصغاري.. بل وأكثر.
لأول مرة!
شعور نعيشه معاً، نحن الكبار في البشائر وأنتم. أنتم من سيفتتح اليوم معنا لأول مرة أولى صفوف المرحلة الجديدة من التعليم الأساسي.
نسيب، ماري، حلا، صادق وكل واحد منكم سترافقكم في قلوبنا دائماً كلمة "الأوائل".
ستكونون أوائل من يتخرج من البشائر والأوائل في الأداء.
وللأوائل محبة خاصة، ثقة مميزة، وطريق أولى لم يعبرها أحد من قبلهم.
صعبة ستكون ؟ نعم ولكن الإحساس الذي يغمر من يرسمها لا يعرفه إلا من يحفرها بخطواته للمرة الأولى.
شعور يعرفه الفاتحون عندما تطأ قدمهم أرض لم يمش فيها من قبلهم أحد أو العظماء المبدعون عندما يصلون لإكتشاف لم يتوصل إليه من قبلهم أحد.
تملؤكم السعادة لكونكم الأولون وتملؤنا نحن أيضاً ولكنني يا أبنائي أوصيكم برجاء. أن تبدعوا بحفر هذي الطريق. بخطاً شجاعة، مقدامة، واثقة، ومحملة بالصفات الحميدة فكل أطفال البشائر من بعدكم عليها سيسرون وخطواتكم سيتبعون وستكونون أنتم لهم القدوة والمثال الذي سيحاولون أن يحذوا حذوه فكونوا أهلاً لهذا الموقف وأهلاً لهذه الرسالة.
أنا واثقة إن سألت قلبي وعقلي أنكم ستكونون خير ما يكونه الأوائل في رحلة البشائر. أتمناها رحلة موفقة لكم ولنا ولجميع أطفالنا من بعدكم. وفقكم الله.
كلمة مديرة المدرسة
صفاء قصاب حسن
خيوط النجاح
عندما نجح أبناؤنا نجاحاً رائعاً أحسست أن مسارنا كان صحيحاً فعدت بذاكرتي إلى الوراء ومرت أمام عيني حكايتنا مع البشائر بدأنا بالحلم ... الحلم بالرخصةالتي تخولنا لافتتاح مدرسة تضم كل المراحل...
كنا ما زلنا في روضة الأوائل وكانوا يحتفلون بعيد ميلادي فتمنيت أن تكبر المدرسة وتكبر ليبقى معنا أولادنا ولنستمتع برفقتهم وهم يكبرون.
في اليوم نفسه ذهبت إلى أرض البشائر في قرى الأسد وكانت أرضاً فارغة ولم نتملكها بعد فتمنيت أن يتحقق حلمي وأن أحتفل بعيدي في العام القادم بالبشائر. كان إيماني كبير بأن من يحلم بالعمل الجدي لا بد من أن يتحقق حلمه.
تحقق الحلم واحتفلنا في البشائر بعيدي كما تمنينت.. صارت البشائر ولم تتسع الدنيا لفرحتنا. مع أنني أؤمن بمناجاة الروح بيني وبين ربي وبأنه يسمعني ولكنني في هذه المرة أحسست بنوع من الثقة فقد بنيتها على خطوات صحيحة.
امتلكنا الرؤية واضحة فقد نبعت من حب وإحساس حقيقي.
هنا فكرت :
وجه نوار كامل كان حاضراً أمامي فهو مثانا ويشبهنا. نوار يملك الرؤية وبعرف ما في روحه ويملك الثقة بتحقيقها.
هدفنا واضح ومحدد نحن نعرف ما نريد ولمن نتوجه وما نود تحقيقه.
ومثلنا هو سامي شلاح يضع الهدف أمام عينيه ويسعى.
الخيار الصحيح:
تشبهنا تالة اليماني فهي عرفت هذه السنة خاصة كيف تختار وعبدت أمامها الطريق فسارت فيه. وعرفت كيف ترفع من توقعاتها لنفسها.
الشجاعة: من يفتح مدرسة وهو لا يملك إلا غنى الروح!! .. نحن!
الصوت الخافت ذكرني بسيما الكور فهي تستمع إليه يومياً رغم مخاوفها وتقول: غداً سأصنع المستحيل وسأتغلب على مخاوفي.. ومن يملك المخاوف هو الانسان الجدّي وهو من يستطيع تجاوزها بالعمل الرائع.
تحلينا بالمعرفة فخبرتي أنا على الأقل في التعليم طويلة وصار لنا عدة سنوات معاً نخوض تجربة التربية ونستزيد من المصادر وباستمرار.
المعرفة في ذهني هي: تالة الطويل .
هي حب الكتاب وسعة الاطلاع والمعرفة التي منها يومياً تستزيد.
العمل الجماعي أساس النجاح. بدونه لما استطعنا أن نتوصل لما وصلنا إليه ...
حلا بحرة بشخصيتها المغزولة بأنوثتها هي من يملك روح التعاون وهي الغراء الذي يربط كل من حولها ببعضهم بروح المحبة.
الدافعية: مفتاحها الرغبة والرغبة بالتطوير وصنع التغيير
صفات تشبه هبة العلي. فقد جاءت هبة من مدرستها متأخرة ورغم هذاحملتها قدرة الدفع التي عندها لأن تكتسب الكثير مما لم تعرفه في سنواتها السابقة.
الحماس
الحماس هو هيا النابلسي فهي في كل يوم تحارب التردد وتنطلق محققة أهدافها بحماس ونجاح.
التحمل: أصعب من الصعب .. أفهمه لأنني أمارسه في كل لحظة.
ريم الشبلي بصمتها وهدوئها تتحمل يومياً مشاق الاكتساب بجدارة فتغرف من اللغات والمفاهيم والدروس والمعارف وتبقى الابتسامة والهدوء مرسومة على وجهها وهي بهذا تفوقني وبجدارة.
الالتزام: صفة الفاتحين.. فمن يبدأ الجديد لا يمكن إلا أن يلتزم. هكذا نحن.
وهذه ماسة ملص التزمت ووصلت ومن بدأ سيستمر.
التصميم:
نتعلمه من صادق الأيوبي. فإن كنا نملك التصميم على الجودة يذكرنا صادق بقرارنا يومياً فهو مثال للتصميم ومثال للنجاح
المثابرة.
نحن وعلاء زعبلاوي بخطى واثقة ويومياً كتبنا خطوط النجاح. نرى تصميمنا في عيون علاء يومياً فنشعر بالفخر
الجودة ليست نتيجة بل هي عمل.
ومن أثبت قدرته على تحقيقها لا يمكنه الاقتصار عليها فمطالبة من حوله تحيطه يومياً ... نحن في البشائر لا يسمح لنا أن نتنازل.
وكذلك زيد العطاري... توصل إلى الجودة فصار ملزماً بها وسيعلو بها يومياً وسنوياً وفي كل المجالات.
الابداع: موسيقا الروح وحلمنا لأن يتملكها أبناؤنا.
وعلا الحفار في كل يوم تمارس الابداع. تبحث عنه وتجده وتغنيه
الاختراع: في كثير من المواقف التي نعيشها لا يوجد لها سابقة فتدفعنا لأن نبتدع الخطى والحلول.
ومن أكثر من مجد شويكاني يذكرني بالإبداع فقد كانت اختراعاته يومية وكنت أسعد فيها وأعطيه براءة اختراعها منذ كان صغيراً في أولى سنوات المرحلة الابتدائية.
المسؤولية: مسؤووليتنا كبيرة ويومية ودائمة.
وجه مجد قلعجي حاضر أمامي فهو لأصدقائه المسؤولية والرجولة والنخوة والنجدة وهل من صفات أفضل ليتحلى بها البشر؟
الاحترام
فادي أيوب محترم إلى أبعد الحدود ووجوده بيننا زادنا احتراماً لأنفسنا فقد كان قبولنا لانضمامه معنا في الصف التاسع وبهذه المرحلة المتأخرة رغم تاريخ رفضنا الطويل فيما سبق كان أن أعطانا وجوده معنا جائزة حسن الاختيار فأهلاً بك يا فادي دائماً.
العدالة: نسعى إليها في البشائر.
ويذكرنا بها محمود العسّال يومياً فقد لا يمر يوم دون أن يقول لي: هل من العدل كذا وكذا؟ فيسهل عليه إقناعي لأنه محق ولأنه عادل ولأنه يحب العدالة أجده يمارسها. لا أعتقد أن أحداً قد يخالفني الرأي من أصدقاءه ومن مدرسيه. فهو المحامي والقاضي والمحب.
العزة والكرامة:
نسيب حفار
حبيبي نسيب حفار. آه يانسيب لوتدخل فقط إلى قلبي وتعرف؟؟؟ أتمنى أن يكبر أبناء الناس كلها ليكونوا نسيباً ! فهو الأخلاق والالتزام والرفعة والعدل والرقي ولو تركتوني لبقيت أعدد صفاته للصباح.
العاطفة
قد يكون القول ذكرني بساندي حمدون أومن قال القول "الأم تريسا" لا أعرف؟! ولكن ساندي تبهرني يومياً ولوبثوان أوبعمل مهما صغر فهو لا يوصف إلا بالعظيم.
التشجيع
زينة العلبي : تشجع وتحب التشجيع. ولأنها تحبه تمارسه كمن يشرب الماء قلا يعيش من دونه.
مهما كنا إيجابيين قد نحبط حين نواجه المصاعب التي تشعرنا بالعجز أحياناً.
فنتخذ من حلا البستاني القدوة فما رأيناها منذ كانت طفلة إلا متفائلة.. مشرقة نتعلم منها ونحذو حذوه.ا
التفكير: مهارة بنينا المدرسة لنكسبها لأبنائنا. حلم حياتنا.
محمد الجيرودي مفكر رائع. نحب فكرك يا محمد نحب فيك كلك. قد لا تتبجح بصفتك هذه دائماً ولكن من يعرف أعماقك مثلنا يعرف أنه بيوم ليس ببعيد سنسمع من هو محمد وماذا حقق!
ألا نرضى إلا بالأفضل هو مسار اخترناه.
ماري لوقا مثلنا تماماً لا يمكن أن ترضى إلا بالأفضل.
فخورون نحن بك يا ماري وسيفخر بك العالم كله من حولك فأنت الأديبة ومن يملك التعبير يملك الحياة.
النجاح: هل كان نجاحنا وحدنا أم نجاح أبناؤنا؟؟
النجاح نصنعه معاً.
نجاح البشائر بأبنائها ونجاحهم يأتي من تحضيراتنا.
من يستسيغ طعم النجاح لا يمكنه إلا أن يرتقي للجودة.
وفي سباق الجودة لا يوجد خط للنهاية كما هو القول المشهور لهذا نحن وأنتم يا أبنائي بدأنا رحلة لن نعرف لها نهاية سنستمر وستستمرون في سباقنا للجودة ما حيينا.